Tuesday, September 11, 2007

فى ذكرى المعركة الاخيرة للفارس الابيض فى سلنطة


في مثل هذا اليوم منذ ست و سبعون سنة …..
كانت أبار المياه فى برقة مردومة أو مسممة ، و كانت نجوع البادية خاوية فارغة من سكانها ، و كان مئات الآلاف من أفراد قبائل برقة قد رحلوا قسرا من مناطقهم الأصلية ليعيشوا في معسكرات اعتقال جماعية كانت معسكرات للموت و الأوبئة ، قضى نصفهم نحبهم فيها . نفقت عشرات الآلاف من الماشية و صودر ما تبقى منها حيا و هدمت البيوت و شح الرزق و عم الخراب و نعيق البوم بين جميع الأرجاء ضمن خطة جهنمية لعزل المقاومة و القضاء عليها ينفذها جزار الجبل الغربي و فزان الجنرال غراتسيانى ، وسائلها قطع أسباب الرزق ، و حرق الغابات و استعمال الغازات السامة ، و التنكيل و البطش و الإرهاب و التصفية العرقية الكاملة.
و لكن مازال هناك فارس أبيض ، شيخ جليل و بضع من رفاقه ، يصول و يجول بين وديان و جروف الجبل الأخضر ، متحديا تارة و مهاجما تارة أخرى الغزاة أينما كانوا ، مكبدا لهم الخسائر الجسيمة فى الأرواح و المعدات. و كان غراتسيانى حينها فى روما يستعد للذهاب إلى باريس للاستجمام و الراحة ، و لعله كان كئيبا حزينا منهار الأعصاب بسبب عدم توصله للقضاء على المقاومة .
أصبح أسد الجبل و الصحراء وحيدا و حوصرت خطوط إمداداته من ناحية الشرق بأسلاك شائكة تمتد لمسافة ثلاثمئة كلم عبر الصحراء ، و لعله عرف قرب النهاية كما قال لمحمد أسد عند لقائه به ، فالكفرة احتلت و الأسلاك الشائكة انتهت أشغالها ، و مصادر العون أصبحت معدومة .

فى مثل هذا اليوم منذ ست و سبعون سنة ……
كان المختار يتفقد مواقع قواته مابين وادى الكوف و منطقة سلنطة عندما فطن الغزاة لوجوده هناك فحاصروا المنطقة و جرت معركة غير
متكافئة فى الوديان المجاورة ، و حاول المختار فك الحصار و الانسحاب ، و لكن فرسه أصيبت و جرح هو ، و وقع مع فرسه ، و أعاقته عن الحركة ، و لكنه قاتل حتى استنفذت ذخيرته ، و تعرف عليه أحد المتعاونين الذي صرخ قائلا : سيدي عمر ….سيدي عمر …. فحاصرته قوات الغزاة غير مصدقه ، و تم أسره ……….
أسر المختار يوم 11/09/1931 . بات ليلة فى مدينة سوسة على شاطئ البحر قرب شحات . أرسل إلى بنغازي بحرا فى اليوم التالى على الطراد أورسينى و ذلك خوفا من تحريره بهجوم انتحاري من المجاهدين إذا أرسل بطريق البر . و سمع غراتسيانى بالنبأ و هو فى روما ، فرجع بالجو و على وجه السرعة إلى بنغازي . قابل غراتسيانى عمر المختار يوم 14/09/ 1931 و ذلك حتى يريه حتمية انتصار القائد الروماني على قائد البرابرة ، و تحدث معه ، و كتب فيما بعد بأنه كان – أي المختار – قائدا جليلا و نقيا ، و لكنه يستحق الموت لأنه لا يوافق على انبعاث الإمبراطورية الرومانية من جديد . عقدت المحكمة الصورية فى مبنى الحزب الفاشي في بنغازي يوم 15/09/1931 ، و صدر حكم المحكمة بالإعدام شنقا حتى الموت ، و نفذ الحكم فى اليوم التالي أمام عشرين الفا من نزلاء معسكرات الاعتقال الليبيين فى منطقة سلوق .
و هكذا كانت نهاية شيخ القصور ، الفارس الأبيض ، مقاتل الجبل و الصحراء ، الذي عاش سعيدا فى مقاومة الغزاة رغم قوتهم العاتية ، و مات شهيدا كما تمنى و أراد . أسد الصحراء الذي عاش مع وحوش الفلاة فى الكهوف و الوديان و جروف الجبال ، و الذي تقوت و رفاقه على الجرابيع و صيد الليل و القعمول ، و لم يسع مطلقا لسلطة أو مجد زائل ، و لم يقبض معاشا من ايطاليا ، يا من خيرت فأخترت المبيت على الطوى و لم تبن جاها أو تلم ثراء ، و بقيت رمزا للحرية و النقاء فى كل مكان و كل زمان ... بعد إعدامه عمت مظاهرات الاحتجاج ضد الغزاة الفاشيين في كل أرجاء العالم العربي و الاسلامى من شمال أفريقيا حتى الهند ، و نظمت القصائد التى خلدت ذكره في تاريخ البشرية ، و منها رائعة أمير الشعراء أحمد شوقى ..


ركزوا رفاتك فى الرمال لواء ### يستنهض الوادى صباح مساء . فعلى روحه الطاهرة الفاتحة و السلام




و لكن كيف كانت نهاية غريمه الجنرال غراتسيانى ؟
أن نهاية الجنرال الفاشيستى المتكبر و القائد العسكري الذي جعل إعادة احتلال ليبيا ممكنا لسيده الدوتشى في روما ، العسكرى المتغطرس و المتشبه بالقواد الرومانيين الأوائل ، غراتسيانى الذي حارب الليبيين بشراسة في الجبل الغربي و مناطق القبلة و الجنوب و الكفرة و برقة ، و في النهاية جعل الليبيين جزءا من قواته الضاربة في عملية إعادة احتلال الحبشة ، غراتسيانى القائل بأنه وحده من يستطيع أن يقود هؤلاء المقاتلين الأشداء و العنيدين و يجعلهم يتبعون أوامره ..... فتلك قصة أخرى ...
عكس ما كان متوقعا فبعد انتهاء المقاومة فى برقة ، و دخول ليبيا لمرحلة استقرار نسبى فأن موسولينى عين الجنرال بالبو – محبوب الشعب الايطالي – و ليس غراتسيانى كحاكم عام لليبيا بدلا من بادوليو . أصبح غراتسيانى غير مرغوب فيه من بالبو الذي رأى في وجوده تذكيرا لليبيين بالمجازر التي ارتكبت و التي أرادهم أن ينسوها و أن يفتح صفحة جديدة معهم بدون غراتسيانى .
و هكذا أرسل غراتسيانى إلى الحبشة لأداء مهمة إعادة احتلالها و كما شاءت السياسة الاستعمارية الفاشية استعمل الليبيين وقودا لها كما استعمل الارتريين سابقا كجنود في إعادة احتلال ليبيا . و بعد موت بالبو فى حادث الطائرة الشهير قرب طبرق فى سنة 1940 تحقق حلم غراتسيانى فأصبح مارشالا و حاكما عاما لليبيا و قائدا لقوة الغزو لمصر و التي تكونت في معظمها من الليبيين المجندين قسرا و بلغ تعدادها أكثر من مائتي ألف جندي... هاجم غراتسيانى مصر و تراجعت القوات الانجليزية حتى سيدي برانى ...و بعد أعادة تجميعها و رغم تفوق القوات الايطالية في العدد و لكن ليس في العدة عاودت القوات البريطانية بقيادة الجنرال أوكيناور الهجوم و استسلم جنود غراتسيانى بعشرات الألوف و تم تدمير الأسلاك الشائكة في ما عرف فيما بعد بمعركة مارماريكا و تم القضاء على ربع القوة الايطالية الموجودة في ليبيا و وصلت القوات البريطانية إلى بنغازى للمرة الأولى . أصبح غراتسيانى مهزوما و أصيب بانهيار عصبي ، و انتهى كقائد عسكري ، و لولا تدخل ولى نعمته الدوتشى موسولينى لقدم للمحاكمة العسكرية
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية و هزيمة النازيين و الفاشيين قبض على غراتسيانى و سجن فى ميلانو و حكم عليه بالسجن لمدة تسعة عشر سنة بسبب جرائمه
.

و هكذا يكتب التاريخ فى صفحاته الفرق ما بين نهاية خلدت صاحبها و بين نهاية انتهى معها صاحبها ..........


روابط






Old and slightly distorted news ......


From Time News
Monday, Sep. 28, 1931
A detachment of the Italian camel corps in Cyrenaica lurched swiftly over stony roads near the Libyan coast last week in pursuit of a band of Arab rebels. Late at night they made contact near the little village of Slonta. There was a running fight. Rifles flashed yellow in the dark. Twelve tribesmen were killed. A short charge captured most of the rest, including their leader, a hardbitten, wiry old veteran of 75, wearing the silken turban cords of a sheik.
Suddenly the little skirmish at Slonta became international news. Rome jubilated. Back at headquarters it was discovered that the oldster was none other than the great Senussi chieftain Omar el Muktar, bravest and most implacable of Italy's native foemen.
To read more ….. >>>>>

1 comment:

BeSHeSHeNtRa... said...

Thank you ghiriani , and happy ramadan :0)