Saturday, May 05, 2007

محمد أسد يقابل عمر المختار

محمد أسد المفكر و الكاتب الاسلامى، و الذي كان يهوديا نمساويا قبل اعتناقه الإسلام اسمه لوبولد فايس، كان من أشد المهتمين بالقضايا الإسلامية و بصراع العالم الاسلامى ضد الاستعمار الاوربى في النصف الأول من القرن العشرين. كان محمد أسد مقيما بالحجاز ابتداء من مجيئه للج سنة 1926، و في نفس الوقت كان دائم التجوال بمشرق و مغرب العالم الاسلامى من مصر غربا و حتى أفغانستان شرقا. تعرف محمد أسد حينها بمعظم قادة العالم الاسلامى و أصبح صديقا لكثير منهم. و هكذا طلب منه صديقه السيد أحمد الشريف، المجاهد السابق و شيخ السنوسية المغترب أن يسافر إلى عمر المختار ببرقة بكتاب منه وأن يطمئن على أحواله و معرفة كيفية مساعدته من الخارج عن طريق الكفرة. كتب محمد أسد في كتابه الطريق إلى مكة
و بعد أربع ليال أخرى وصلنا إلى وادي الثعابين حيث كان علينا أن نجتمع بعمر المختار، و بعد أن اختبأنا في وادي صغير تكتنفه الأشجار الكثيفة و عقلنا خيولنا تحت بعض الصخور جلسنا ننتظر مجي أسد الجبل الأخضر و كان الليل قارسا شديد الظلمة يخيم عليه صمت عميق، و بعد انتظار بضع ساعات، سمعنا حفيف أغصان بين أشجار العرعار و اصطدام نعل خفيف بحجر، و انتصف رفيقي واقفا و أمسك بندقيته بيديه و حدق بالظلام، و خرجت من الأجمة صيحة أشبه بعويل أبن أوى، فما كان من عبد الرحمن إلا أن كور يده أمام فمه و أجاب بصوت مماثل، و عندئذ ظهر أمامنا شخصان مسلحان بالبنادق و عندما اقتربا منا قال أحدهما في سبيل ألله و أجاب عبد الرحمن (لا حول ولا قوة إلا بالله) فعرفت أنها كلمات السر التي يستعملها المجاهدون وقفنا منصتين و بعد عشر دقائق سمعنا حفيف الأغصان مرة ثانية بين أدغال العرعار و برز ثلاثة رجال، كل منهم من جهة و اخذوا يقتربون منا و بنادقهم مصوبة إلينا، و بعد أن اقتنعوا بأننا كنا فعلا من كانوا يتوقعون رؤيتهم، عادوا و اختفوا ثانية في الأجمة و في جهات مختلفة أيضا، لقد كان واضحا أنهم كانوا ينوون حراسة زعيمهم و الإشراف على سلامته، و ما لبث عمر أن جاء على جواد صغير لفت حوافره بالقماش، و كان يحيط به رجلان من كل جانب و يتبعه كذلك عددا أخر، و عندما وصل إلى الصخور التي كنا ننتظر عندها ساعده أحد رجاله على النزول و رأيت أنه كان يمشى بصعوبة عرفت بعد ذلك أنه قد جرح إبان إحدى المناوشات قبل ذلك بعشرة أيام تقريبا. و على ضوء القمر المشرق استطعت ألان أن أراه بوضوح، كان رجلا معتدل القامة قوى البنية ذا لحية قصيرة بيضاء كالثلج تحيط بوجهه الكئيب ذي الخطوط العميقة، و كانت عيناه عميقتين، و من الغضون المحيطة يهما كان باستطاعة المرء أن يعرف أنهما كانتا ضاحكتين براقتين في غير هذه الظروف، إلا أنهما لم يكن فيهما الآن شي غير الظلمة و الألم و الشجاعة، و اقتربت منه لأحييه و شعرت بالقوة التي ضغطت بها يده على يدي.

مرحبا بك، يا ابني، قال ذلك و أخذ يجيل عينيه في متفحصا. لقد كانت عينا رجل الخطر قوته اليومي، و فرش أحد رجاله حراما على الأرض، و انحنى عبد الرحمن ليقبل يده، ثم شرع بعد استئذانه يوقد نارا خفيفة تحت الصخرة التي كنا مجتمعين بها، و على ضوء النار الخافت قرأ سيدي عمر الكتاب الذي حملنيه السيد أحمد إليه ثم التفت إلى و قال: لقد أطراك السيد أحمد في كتابه، أنت على استعداد لمساعدتنا و لكنني لا أعلم من أين تأتينا النجدة، إلا من الله العلى الكريم، إننا حقا على وشك أن نبلغ نهاية اجلنا، فقلت: أذا أمكن تدبير الحصول على المؤن و الذخائر من الكفرة بصورة ثابتة، أفلا يمكن صد الايطاليين؟ لم أرى في حياتي ابتسامة تدل على هذا القدر من المرارة و اليأس كتلك الابتسامة التي رافقت جواب سيدي عمر عندما أجاب: لقد خسرنا الكفرة و الايطاليون احتلوها منذ أسبوعين تقريبا. أنك تستطيع أن ترى يا أبنى، أننا قد اقتربنا فعلا من نهاية أجلنا، ثم أضاف كأنه يجيب على السؤال التي كانت تنطق به عيناي: "إننا نقاتل لان علينا أن نقاتل في سبيل ديننا و حريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت و نحن ليس لنا خيار غير ذلك، أنا لله و أنا إليه راجعون، لقد أرسلنا نساءنا و أولادنا إلى مصر كي نطمئن على سلامتهم متى شاء لنا الله أن نموت

From the Net:
Asad had deep sympathy for the struggle that was going on in North Africa for liberation from the colonial yoke. He became a close friend and admirer of Sayyid Ahmad, the great Sanusi leader. He was living in Saudi Arabia while his people, under the leadership Umar Mukhtar – the Lion of the Desert – was desperately fighting against the Italian army which was equipped with modern weapons and an air force. Italians often led their convoy of armored carriers and tanks through Muslim villages, tearing apart tents and huts, crushing men, women, and children as punishment for “helping” the guerrilla fighters of Umar Mukhtar. One eyewitness who survived the fall of his village said:
They came upon us in three columns, from three sides, with many armored cars and heavy cannons. Their aeroplanes came down low and bombed houses and mosques and palm groves … Our rifles were useless against their armoured cars … I hid myself in the palm orchards waiting for a chance to make my way through the Italian lines .. the next day .. the Italian general … ordered the palm trees of the oasis to be cut down and the wells destroyed and all the books of Sayid Ahmad’s library burned. And on the next day he commanded that some of our elders and ulama be taken up in an aeroplane – and they were hurled out of the plane high above the ground to be smashed to death … And all through the second night I heard from my hiding place the cries of our women and the laughter of the soldiers ...
Although outnumbered and outgunned, Umar Mukhtar successfully fought the Italian army for many years until dictator Mussolini sent one of his ruthless generals, General Graziani, to contain Mukhtar’s guerrilla forces. General Graziani soon brought tanks and other superior weapons from Italy and erected barbed-wire fences along the Egyptian border, cutting off all supplies to Mukhtar. Without supplies, Mukhtar’s forces faced heavy casualty against the Italian army, and started dwindling until only a few hundred of his men remained and he lost control of all areas except his own base.
It was at that time that Sayyid Ahmad asked Asad if he could visit Mukhtar, analyze the situation, and advise him on what could be done to improve the situation. Asad readily agreed.
more.....

No comments: