Thursday, July 05, 2007

لمحات من نشأة بلدية مدينة طرابلس

قبل سنة 1870 كان شكل نظام الحكم المحلى الموجود بمدينة طرابلس يدار عن طريق شيخ البلد المعين من قبل الوالي التركي – و مقبول من الاهالى – للإشراف على الأسواق و مراقبة الأسعار و الفصل في الخصومات ما بين الناس و أصحاب الحرف ، و متابعة مشاريع الحكومة العمرانية كفتح الطرق و صيانتها و نظافة الشوارع و إصلاح الأسوار و جباية الرسوم من أرباب الحرف و الصناعات ، و يتبع شيخ البلد مختاروا المحلات و أمناء الحرف ، و كان مرتبه من خزينة الدولة و من عوائد الرسوم المجباة . و قد كان هذا أقرب ما يكون لنظام ديوان الحسبة المعمول به في العصور الإسلامية السابقة ، حيث يقوم المحتسب بمراقبة الأسعار و خلو البضائع من الغش و النقصان في الوزن و الكيل ، و معاقبة الغاش و المطفف بتخويل من القاضي .
في سنة 1869 ، و في إطار سعيها لتحديث الإمبراطورية ، قررت الأستانة إنشاء إدارة عامة للبلديات ، و كان هذا في عهد الوالي على رضا الجزائري – منشى برج الساعة قرب سوق المشير – و الذي رحب بشدة بهذا النظام المدني الحديث قائلا.. إن مؤسسة كهذه من شأنها أن تكون أداة فعالة في أعمار البلاد
إذن ولدت بلدية مدينة طرابلس في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي ، و كان أول رئيس لها هو على القرقنى ، و حال توليها مسؤولياتها بدأت بانجاز بعض الأعمال الجليلة لإخراج المدينة من ظلام العصور السابقة ، و منها......
إنارة و نظافة شوارع و أزقة المدينة و تكليف الاهالى بدفع أجرة الإنارة بمصابيح الكيروسين -
حفر بئر لمياه الشرب بسوق العزيزية ، و هو شارع المقريف حاليا ، أمام بوابة باب الخندق -
إجراء عملية إحصاء نفوس لسكان المدينة -
إقرار أول ميزانية من ريع رسوم البيع و الكيل و الذبيحة و إيجار وقف السور و غيرها -
المساهمة في تأسيس إصلاحية لتعليم الأطفال اليتامى و المحتاجين و إنشاء ملجأ للفقراء و المرضى ، و تخصيص مواد غذائية للمحتاجين في سنوات الجدب -
الاهتمام بالصحة العامة و معاقبة المخالفين للنظم الصحية ، و مكافحة الأمراض ، و تكوين لجنة أهلية للإشراف على تنظيف المدينة -
إصدار قرار من المجلس البلدي بوجوب مراقبة العملة ، و أخر حول اختيار معروضات المحاصيل الزراعية و الصناعية للمشاركة في المعارض الدولية في أوروبا و أمريكا -
إصدار قرار بتكليف البلدية بتطبيق القانون لحماية الآداب العامة -

و من اطرف الأوامر البلدية الصادرة في سنة 1872 وجوب حمل المصابيح من قبل المواطنين أثناء خروجهم ليلا و تغريم المخالفين ، و هناك واقعة موثقة عن أربعة مواطنين مذكورين بأسمائهم خالفوا هذا الأمر ، و عوقب اثنان منهما بدفع غرامة قيمتها خمسة قروش لكل منهما ، و حبس الاثنان الآخران يومان لعدم استطاعتهما الدفع .
في أكتوبر من عام 1877 ثم إصدار قانون البلديات و أعقبه إصدار لوائح تنظم اختصاصات المجالس البلدية – الأحوال الممنوعة - إفساد الطرق و نظافة الشوارع – بيع الأغذية الفاسدة – و جود أوعية نحاسية غير مقصدرة بالمطاعم ، و غير ذلك من نواحي تنظيم المدن . و قد تعاقب على رئاسة بلدية طرابلس منذ نشأتها و حتى الغزو الايطالي اثنا عشر رئيسا ، كان أولهم هو على القرقنى و أخرهم حسن باشا القره مانللى .
هناك الكثير الذي يمكن قوله عن بلدية طرابلس ، التي هي ألان شعبية طرابلس ، من الانجازات و الاحباطات ، و هناك الكثير مما يجب عملة لإخراجها من فوضى الافكو و سيارات الأجرة ، و لكن على الأقل لن يكون إحداها وجوب حمل مصابيح الكيروسين أثناء الخروج ليلا .

يا طرابلس يا مسكنة الزيوالى .....

يا طرابلس يم السراى العالى .....

11 comments:

غازي القبلاوي Ghazi Gheblawi said...

كالعادة موضوع جميل ورائع، اتابع جميع الموضوع التي تنشر وهو جهد يستحق الاشادة.. شكراً
غازي

Anglo-Libyan said...

good to have you back and with yet another very interesting article.

Omar Gheriani said...

Thanks ghazi and al for your visit and kind words.

Highlander said...

Thank you for all these efforts at putting Libya on the map. There is so much need for that kind of informations in the point of view of prospective foreign visitors but also Libyans.

Good luck !

Omar Gheriani said...

Thanks HL, and you're right some of this info was new to me as well. Libyan history is like the little lanes of Tripoli old city, it took me four years to get familiarized and I still get lost!

MaySoon said...

I am learning something new with every signle post you write!

God bless,

Omar Gheriani said...

I'm glad you find it so Maysoon, thank you.

Hiba said...

بارك الله فيك علي هالموضوع
ولو أن ماكتبته ليس جديداً على
أدعوك اخي لزيارة مفكرتي فقد نشرت قبل قليل موضوع عن المرحوم الشيخ محمد محمود أبوريانة...

وغداً سأنشر مواضيع جديده عن حبيبتي طرابلس..فلنكن في الموعد:)

Hiba said...

وعلي فكرة نسيت تقول
إن أحمد راسم باشا هو أحد الولاة العثمانيين الذين مثلوا ظاهرة فريده في حكمه لليبيا
عهد ولاية أحمد راسم باشا لليبيا
(1314-1299 هجري)
(1896-1882 ميلادي)

أهم إنجازاته في ولاية طرابلس الغرب:
-تقويةالتحصينات العسكرية
-منع تجارة الرقيق وعتق الأرقاء
-دعم البريد والبرق وطرق المواصلات
-مظاهر الإعمار بمدينة طرابلس: فتح أبواب الأسوار
علي منطقة المنشية "أي طرابلس الحديثة" ، توصيل مياه بئر
أبومليناه إلي طرابلس ،تبليط شوارع وأزقة المدينة ،إنشاء مجاري
للماء تنتهي إلي البحر ،إنشاء مستشفي الغرباء قرب باب البحر
، إنشاء مستشفي البلدية"في شارع ميزران ولكن إفتتحه نامق باشا"
، إنشاء سوق الثلاثاء بالإضافة لسوق الحميدية والعزيزية
،إهتم بالزراعة بإنشاء مزرعة نمودجية غرس فيها الكثير من
الأشجار المثمرة وقد عرفت بإسم سواني راسم باشا ولاتزال
معرفوة به يُرجح أن يكون المكان هو مقر امانة الزراعة
بسيدي المصري حالياً حيث يوجد مركز البحوث الزراعية
ةمكتبة الأمانه و جلبَ مشاتل الأشجار :"حدائق راسم باشا
بسيدي المصري"..،تنظيم الإدارة و الضرائب والأمور المالية
، التعليم :مكاتب الرشدية ،الحرفية ،وبعض المدارس الأجنبية
،إنشاء مطبعة الولاية ،كما أنشاء مدرسة باب البحر الحربية...
-------
الطب الشعبي في ليبيا
صورة للطب والأطباء في النصف الثاني من القرن التاسع عشر
تأليف د:عبد الحكيم حكمت

Omar Gheriani said...

شكرا هيبو على المعلومات القيمة حول حبيبتنا مدينة طرابلس ، و نعم سازور مدونتك انشاء الله .

Hiba said...

لا تقطع ردودك عن مواضيعي حول طرابلس