كتب الجنرال رودولفو غراتسيانى في الفصل الأول من كتابه "نحو فزان": كان عدوان الثوار و هياجهم يزداد باستمرار بعد ترك فزان و الجفرة و كان لذلك أثره أيضا في المنطقة الغربية. و رغبة في قمع الثورة التي كانت الدلائل تدل على أن نطاقها سوف يتسع على وجه السرعة قررت الحكومة القيام بعمليتين حربيتين هامتين سواء في القبلة أو في سرت، و لكن الأولى باءت بالفشل في المعركة المشئومة التي وقعت في وادي مرسيط يوم 7 أبريل و أما الثانية فقد انتهت نهاية أليمة في قصر بو هادى يوم 29 أبريل....... انتهى الاقتباس.
بعد هزيمة الكولونيل ميانى في حملته إلى فزان و سقوط سبها و مرزق في يد المجاهدين في نوفمبر و ديسمبر 1914، لن يرجع الايطاليون إلى فزان و يعاد احتلالها حتى عمليات إعادة استعمار ليبيا بقيادة غراتسيانى في العشرينات. و قد أصبحت منطقة الوسط أي سرت مركزا لتجمع قوات المجاهدين لقربها من المناطق الغربية و القبلة و الجنوب و الشرق، و هذه القوات هي التي ساهمت في هزيمة الكولونيل ميانى في فزان، و هكذا أصبح من الجوهري للقيادة الايطالية رد الاعتبار لأحد رجالها و الإعداد لحملة توجه نحو سرت حتى ترد لميانى مركزه و كرامته المجروحة ، و في نفس الوقت تفتح الطريق لإعادة احتلال فزان. ...................... و هكذا بدأت حملة القرضابية – قصر بو هادى.
توجهت قوات الحملة في مستهل أبريل عام 1915 من مصراته، و كانت تقدر بأكثر من ستة آلاف مسلح و 250 فارسا عدا المدفعية و قوافل الإمدادات و الذخائر، و كانت تتكون من الايطاليين و الاريتريين و المحلات الليبية التي جندها الايطاليون من مصراته و ترهونة و زليطن و ورفله.
توجهت قوات الحملة في مستهل أبريل عام 1915 من مصراته، و كانت تقدر بأكثر من ستة آلاف مسلح و 250 فارسا عدا المدفعية و قوافل الإمدادات و الذخائر، و كانت تتكون من الايطاليين و الاريتريين و المحلات الليبية التي جندها الايطاليون من مصراته و ترهونة و زليطن و ورفله.
انطلقت قوات الحملة من قواعدها في بئر القداحية يوم 24 أبريل 1915حتى وصلت القرضابية حيث كانت توجد هناك قوات المجاهدين و التى تقدر بحوالي 1500 مقاتل. و ما أن وصلت إلى القرضابية حتى بادرها المجاهدون بالهجوم يوم 29 أبريل 1915 موجهين ضغطهم على الجناح الأيسر حيث محلات مسلاته و ترهونة التي انضمت على الفور إليهم، بينما تبعت محلة مصراته بالهجوم و ألقت بثقلها على القافلة الايطالية. منى الايطاليون بهزيمة نكراء و خسارة جسيمة و غنم المجاهدون أغلب الأسلحة و العتاد الحربى، و أفل نجم الكولونيل ميانى و انتهى على مسرح العمل الاستعماري و العسكري.
تعتبر معركة القرضابية معركة فاصلة في الجهاد الليبي و تعرف أيضا بمعركة الوحدة الوطنية ، معركة كل الليبيين، حيث شارك فيها جميع أبناء ليبيا من الغرب و الشرق و الجنوب، و رغم أنها لم تكن من أعظم المعارك في تاريخ الجهاد من حيث الوزن و الحجم ، لكنها كانت من أكثر المعارك أثرا من حيث النتائج الضخمة التي ترتبت عليها. لقد أرغمت معركة القرضابية الاستعمار الايطالي على الانسحاب و البقاء محاصرا في نقاط ساحلية محددة لمدة تزيد عن سبع سنوات.
نشبت على أثرمعركة القرضابية ثورة شملت الجبل الغربي، بني وليد، ترهونة، و لجأت حاميتا غدامس و نالوت إلى تونس، و اقتصر الاحتلال الايطالي في طرابلس الغرب على مدينة طرابلس و الخمس.
أما في برقة فاقتصرت على بنغازي و المرج و شحات و درنة و طبرق و سوسة و طلميثة، و لم تجر معارك خلال هذه السنوات تؤدى إلى تغييرات جذرية. و أقتصر الوجود الايطالي بهذه المناطق حتى بدء العمليات العسكرية لإعادة احتلال ليبيا. و يصف غراتسيانى الفترة ما بين 1919 و 1922 بفترة الإذلال حيث أرغمت ايطاليا على الاعتراف بنوع من الحكم الذاتي لليبيين و دستور للحكم و برلمان لإمارة سنوسية لإدريس ببرقه، و برلمان أخر لجمهورية طرابلس الغرب
سنرى للأسف فيما بعد التناحرات مابين زعماء قبائل المنطقة الغربية التي وحدها الجهاد و فرقها الصراع على السلطة، هذا الصراع الذي أخذ شكلا مسلحا ما بين مصراته و ورفله و ما بين القبائل العربية و الامازيغية بالجبل الغربي. غذى الايطاليون هذا الصراع بالفتن و الدسائس، و في نهاية المطاف بدأ الايطاليون حرب إعادة احتلال ليبيا تحت شعار عبارة حاكم ليبيا فولبى حينها.... لا مع الزعماء و لا ضد الزعماء و لكن بدون الزعماء.
تعتبر معركة القرضابية معركة فاصلة في الجهاد الليبي و تعرف أيضا بمعركة الوحدة الوطنية ، معركة كل الليبيين، حيث شارك فيها جميع أبناء ليبيا من الغرب و الشرق و الجنوب، و رغم أنها لم تكن من أعظم المعارك في تاريخ الجهاد من حيث الوزن و الحجم ، لكنها كانت من أكثر المعارك أثرا من حيث النتائج الضخمة التي ترتبت عليها. لقد أرغمت معركة القرضابية الاستعمار الايطالي على الانسحاب و البقاء محاصرا في نقاط ساحلية محددة لمدة تزيد عن سبع سنوات.
نشبت على أثرمعركة القرضابية ثورة شملت الجبل الغربي، بني وليد، ترهونة، و لجأت حاميتا غدامس و نالوت إلى تونس، و اقتصر الاحتلال الايطالي في طرابلس الغرب على مدينة طرابلس و الخمس.
أما في برقة فاقتصرت على بنغازي و المرج و شحات و درنة و طبرق و سوسة و طلميثة، و لم تجر معارك خلال هذه السنوات تؤدى إلى تغييرات جذرية. و أقتصر الوجود الايطالي بهذه المناطق حتى بدء العمليات العسكرية لإعادة احتلال ليبيا. و يصف غراتسيانى الفترة ما بين 1919 و 1922 بفترة الإذلال حيث أرغمت ايطاليا على الاعتراف بنوع من الحكم الذاتي لليبيين و دستور للحكم و برلمان لإمارة سنوسية لإدريس ببرقه، و برلمان أخر لجمهورية طرابلس الغرب
سنرى للأسف فيما بعد التناحرات مابين زعماء قبائل المنطقة الغربية التي وحدها الجهاد و فرقها الصراع على السلطة، هذا الصراع الذي أخذ شكلا مسلحا ما بين مصراته و ورفله و ما بين القبائل العربية و الامازيغية بالجبل الغربي. غذى الايطاليون هذا الصراع بالفتن و الدسائس، و في نهاية المطاف بدأ الايطاليون حرب إعادة احتلال ليبيا تحت شعار عبارة حاكم ليبيا فولبى حينها.... لا مع الزعماء و لا ضد الزعماء و لكن بدون الزعماء.
4 comments:
Hello:
It is quite intresting to read your articles.I have to admit that Libyan history is not my thing ,not because (I don't belong) as many may say,but simply because of the way our history is presented to us today.Filled with gaps and twisted tales,you find yourself unwelling to know more.BUT,everytime i find a new source -like yours here- that presents the documented facts,and the way you present a part of our history that only was referred to as(The Great Jihad) with such a vivid way,this kind of work makes me feel like,well,LIBYAN, .I mean with history that i have to be proud of.
The conclusion is :I LIKE IT.
congratulations,and please keep it alive,our history i mean.
Thanks
A.S.M
Salam Gheriani,
Again, thanks for a moving historical account yet again.
فيما بعد التناحرات مابين زعماء قبائل المنطقة الغربية التي وحدها الجهاد و فرقها الصراع على السلطة
I cant wait to read this bit.
Many thanks, salam
Thanks ASM for your comment, and I agree with you that there are twisted tales in presenting any history for history is a structure that has to be reconstructed from memory some time after the event had taken place. And yes, you have to be proud to be a Libyan for history proved your people's value in the past, and above all Libyans are united by history and not by geography because Libya is too vast and we are like ilands in a large oceon.
To mani, I thank you for your comment, however, the subject you refer to is something I prefer to avoid. The answer actually is found for you if you're interested in what Italian officials recoreded of that era of how they accompolished their policy of 'Divide and Rule', and there are plenty of this kind.
Salam Gheriani, Its a shame that you cant stomach it. ill be more than glad to look it up myself. Do you have any quick online references that you review or do you go straight to the records in the Library?
Post a Comment